کد مطلب:234118 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

کلامه فی جوامع التوحید
روی أن المأمون لما أراد ان یستعمل الرضا (علیه السلام) علی هذا الامر، جمع بنی هاشم فقال: انی ارید أن استعمل الرضا علی هذا الامر من بعدی، فحسده بنو هاشم، وقالوا: أتولی رجلا جاهلا لیس له بصر بتدبیر الخلافة، فابعث الیه رجلا یأتنا فتری من جهله ما یستدل به علیه، فبعث الیه فأتاه، فقال له بنوهاشم: یا أبا الحسن اصعد المنبر وانصب لنا علما نعبد الله علیه. فصعد (علیه السلام) المنبر، فقعد ملیا لایتكلم مطرقا، ثم انتفض انتفاضة واستوی قائما، وحمد الله وأثنی علیه وصلی علی نبیه و أهل بیته، ثم قال: اول عبادة الله معرفته، واصل معرفة الله توحیده، و نظام توحید الله نفی الصفات عنه، لشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل مخلوق ان له خالقا لیس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدث. فلیس الله عرف من عرف بالتشبیه ذاته، ولا ایاه وحد من اكتنهه، ولا حقیقته اصاب من مثله، ولا به صدق من نهاه، ولا صمده من اشار الیه، ولا ایاه عنی من شبهه، ولا له تذلل من بعضه، ولا ایاه اراد من تو همه. كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم فی سواه معلول، بصنع الله یستدل علیه، وبالعقول یعتقد معرفته، و بالفطرة تثبت حجته. خلق الله الخلق حجاب بینه وبینهم، ومباینته ایاهم مفارقته انیتهم، وابتداؤه ایاهم دلیلهم علی ان لا ابتداء له، لعجز كل مبتدء عن ابتداء غیره، وادوه ایاهم دلیل علی ان لا اداة فیه، لشهادة الادوات بفاقة المتادین. واسماؤه تعبیر وافعاله تفهیم، وذاته حقیقة، وكنهه تفریق بینه وبین خلقه، وغبوره تحدید لما سواه. فقد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من اشتمله، و قد اخطاه من اكتنهه، ومن قال: كیف، فقد شبهه، ومن قال: لم، فقد علله، ومن قال: متی، فقد وقته، ومن قال: فیم، فقدضمنه، ومن قال: الی م، فقد نهاه. ومن قال: حتی م، فقد غیاه، ومن غیاه فقد غایاه، و من غایاه فقد جزأه، ومن جزأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد الحد فیه. لا یتغیر الله بانغیار المخلوق، كما لایتحدد بتحدید المحدود، احد لا بتأویل عدد، ظاهر لا بتأویل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤیة، باطن لا بمزایلة، مبائن لا بمسافة، قریب لا بمداناة. لطیف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بحول فكرة، مدبر لا بحركة، مرید لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمجسة، سمیع لا بالة، بصیر لا باداة. لا تصحبه الاوقات، ولا تضمنه الاماكن، ولا تأخذه السنات، ولا تحده الصفات، ولا تقیده الادوات، سبق الاوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء ازله، بتشعیره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهیره الجواهر عرف ان لا جوهر له، وبمضادته بین الاشیاء عرف ان لا ضد له، و بمقارنته بین الامور عرف ان لا قرین له. ضاد النور بالظلمة، والجلایة بالبهم، والجسو بالبلل، والصرد بالحرور، مؤلف بین متعادیاتها، مفرق بین متدانیاتها، دالة بتفریقها علی مفرقها، وبتألیفها علی مؤلفها، ذلك قوله عز وجل: " ومن كل شئ خلقنا زوجین لعلكم تذكرون ". [1] ففرق بها بین قبل وبعد، لیعلم ان لا قبل له ولا بعد، شاهدة بغرائزها ان لا غریزة لمغرزها، دالة بتفاوتها ان لا تفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقیتها ان لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض، لیعلم ان لا حجاب بینه وبینها غیرها.

له معنی الربوبیة اذ لا مربوب، وحقیقة الالهیة اذ لا مألوه، ومعنی العالم ولا معلوم، ومعنی الخالق ولا مخلوق، وتأویل السمع ولا مسموع، لیس منذ خلق استحق معنی الخالق، ولا باحداثه البرایا استفاد معنی البارئیة. كیف، ولا تغیبه مذ، ولا تدینه قد، ولا تحجبه لعل، و لا توقته متی، ولا تشمله حین، ولا تقارنه مع، انما تحد الادوات انفسها، وتشیر الالة الی نظائرها، وفی الاشیاء یوجد فعالها، منعتها منذ القدمة، وحمتها قد الازلیة، و جنبتها لولا التكلمة. افترقت فدلت علی مفرقها، وتباینت فاعربت عن مباینها، لما تجلی صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤیة، والیها تحاكم الاوهام، وفیها اثبت غیره، ومنها انیط الدلیل، وبها عرفها الاقرار، وبالعقول یعتقد التصدیق بالله، وبالاقرار یكمل الایمان به، ولا دیانة الا بالاخلاص، ولا اخلاص مع التشبیه، ولا نفی مع اثبات الصفات للتشبیه.

وكل ما فی الخلق لا یوجد فی خالقه، وكل ما یمكن فیه یمتنع من صانعه، لا تجری علیه الحركة والسكون، و كیف یجری علیه ما هو اجراه، او یعود الیه ما هو ابتداه، اذا لتفاوتت ذاته، ولتجزا كنهه، ولامتنع من الازل معناه، و لما كان للبارئ معنی غیر المبروء، ولو حد له وراء اذا حد له امام، ولو التمس له التمام اذا لزمه النقصان. كیف یستحق الازل من لا یمتنع من الحدث، وكیف ینشئ الاشیاء من لا یمتنع من الاشیاء، اذا لقامت فیه ایة المصنوع، ولتحول دلیلا بعد ما كان مدلولا علیه. لیس فی محال القول حجة، ولا فی المسألة عنه جواب، ولا فی معناه له تعظیم، ولا فی ابانته عن الخلق ضیم، الا بامتناع الازلی ان یثنی، وما لا بدأ له ان یبدأ، لا اله الا الله العلی العظیم. كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعیدا، وخسروا خسرانا مبینا، وصلی الله علی محمد النبی واله الطیبین الطاهرین.


[1] الذاريات: 49.